قصيدة هذي العمامةُ خيمةُ الشعراءِ

| |عدد القراءات : 13
  • Post on Facebook
  • Share on WhatsApp
  • Share on Telegram
  • Twitter
  • Tumblr
  • Share on Pinterest
  • Share on Instagram
  • pdf
  • نسخة للطباعة
  • save

هذي العمامةُ خيمةُ الشعراءِ

بيضاءُ فوقَ السحنةِ البيضاءِ[1]

 

**

 

ما أطيبَ الكلماتِ يعقوبيَّةً

تجري لوجهِ محمدِ الوضَّاءِ

 

**

 

المرجعُ إنسانُ، لكنْ كلَّما

حدَّقتُ فيهِ رأيتُ وجهَ سماءِ

 

**

 

رجلٌ تتُبادلُهُ الحياةُ حِوارَها

فترى لديهِ طلاقةَ العلماءِ

 

**

وترى الثقافةَ غرفةً في رأسِهِ

مسكونةً بمآثرِ الآباءِ

 

**

أو ليسَ موسى كانَ أوَّلَ خطوةٍ

تُنجيهِ من دوامةِ الأخطاءِ

 

**

 

ومحمدٌ من قبلُ أدَّبَ روحّهُ

بشهي ما يُروى عن الادباءِ

 

 

يعقوبُ والدُ جدِّهِ ديوانُهُ

بيتٌ يشادُ بجنةٍ خضراءِ

 

**

 

من فرطِ ما شبكت به الأنهارِ

حَطّت فيهِ آمنةً طيورُ الماءِ

 

**

 

يا شيخُ تأذنُ لي أقولُ فإنَّني

لم أبصرنَّكَ من زمانٍ ناءِ

 

**

 

ودعتنيَ السنواتُ أن آتيْ إليكَ

ملفَّعاً بقصيدتي العصماءِ

 

**

 

لستُ الفرزدقَ كي أقولَ بحضرةِ

السجادِ ثمّ أعودَ للخلفاءِ

 

**

 

آتي إليكَ وفيَّ جرحٌ نازفٌ

هوَ فيكَ ينزفُ دونَ أيِّ مِراءِ

 

 

 

هوَ جرحُ نصرِ اللهِ، جرحُ الأمةِ

الكبرى، وجرحُ قوافلِ الشهداءِ

 

**

 

حسنُ الذي حَسُنَ الجهادُ بصوتِهِ

المنسابِ مثلَ الضوءِ في الأرجاءِ

 

**

 

حسنُ الذي لبنانُ لم يعثرْ على

شبِهٍ لهُ بسلالةِ الأبناءِ

 

**

 

حَسَنُ الذي عن غزَّةٍ لم يتَّخذْ

سدّاً، وظلَّ شعارَ كُلِّ فدائي

 

**

 

حسنُ الجنوبيُّ العراقيُّ الفلسطينيُّ

نجلُ الطينةِ السمراءِ

 

**

 

حسنُ المعمَّمُ بالجلالةِ والمقدمُ

بالبسالةِ والبصيرُ الرائي

 

**

 

 

حسنُ الذي لليومِ لم يرَ حُلمَهُ

متحقّقاً إلا على الأشلاءِ

 

**

 

حسنُ الذي في القدسِ شدَّ مصيرَهُ

ليصيرَ من أبوابِهِ الحمراءِ

 

**

 

حسنُ الذي انهدمتْ عليهِ بيوتُنا

حزناً، وقد صارتْ بيوتَ عزاءِ

 

**

 

حسن الذي.. يا شيخُ هل أصفُ

البطولةَ في رحابِك يا ابنَ كلِّ مَضاءِ

 

**

 

أرثيهِ أم في المدحِ أغسلُ غضبتي

هذا الكمالُ يجلُّ دونَ رثاءِ

 

**

 

السيدُ العلويُّ ساعةَ أنْ يموتَ

يصيرُ سقفَ حقيقةٍ علياءِ

 

**

 

 

والثائرُ النبويُّ لو مرَّت بهِ

الدنيا، تمرُّ بثورةٍ شمَّاءِ

 

**

 

والحوزويُّ إلى المَقاتلِ لو مشى

معَهُ ستمشي أمةُ الفقراءِ

 

**

 

والزاهدُ المأهولُ بالتقوى إذا

كتبَ الحروبَ بأحرفٍ ودماءِ

 

**

 

فالبندقيةُ في يديهِ قصيدةٌ

صوفيةٌ تُلقى لدى الزهراءِ

 

**

 

والموتُ لا يعنيهِ، أصحابُ الحسينِ

توسَّلوا بالسيفِ والرمضاءِ

 

**

 

أن يُرفعوا فوقَ الرماحِ لكي يعودوا

مُحدِقينَ بموكبِ الحوراءِ

 

**

 

 

ها أنتَ يا حسنُ اقترحتَ الطفَّ

في لبنانَ تحميها من الأعداءِ

 

**

 

تحمي الطفولاتِ البريئةَ، حينَ

إسرائيلُ ألغتْها من الأسماءِ

 

**

 

يا سيدي.. أُنبيكَ عن شيعيَّةِ

الصاروخِ، أم يغنيكَ عن أنبائي

 

**

 

أنتَ أدَّخرتَ الغاضبينَ وأنتَ جيَّشْتَ

الجيوشَ بليلةٍ شنعاءِ

 

**

 

وضحكتَ يومَ رأيتَ تلَّ أبيبٍ انقلبتْ

بما أرسلتَ تلَّ هُراءِ

 

**

 

يا سيدي.. لبنانُ تبكي غيرَ أنَّ

جنودَكَ الباقينَ في الهيجاءِ

 

**

سيجِّددونَ العهدَ حتى تَبدو

الأيامُ ضاحكةً لكلِّ بكاءِ..



[1] - قصيدة ألقاها الأديب النجفي جناب الدكتور مهدي النهيري معزياً باستشهاد القائد السيد حسن نصر الله ومستذكراً أعلام أسرة آل اليعقوبي يوم الخميس 29/ربيع الأول/1446 الموافق 3/10/2024.