اندكاك العلم بالعمل في شخصية العلامة المحفوظي (رضوان الله تعالى عليه)

| |عدد القراءات : 1
  • Post on Facebook
  • Share on WhatsApp
  • Share on Telegram
  • Twitter
  • Tumblr
  • Share on Pinterest
  • Share on Instagram
  • pdf
  • نسخة للطباعة
  • save

بسم الله الرحمن الرحيم

اندكاك العلم بالعمل في شخصية العلامة المحفوظي (رضوان الله تعالى عليه)

قال تبارك وتعالى {يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ} (المجادلة: 11) وهذه الدرجات لا حدود لها فهي مفتوحة على أفق الكمال اللّامتناهي، ولا شك أن العلم وحدة لا يكفي لنيل هذه تلك الدرجات كما أكّدت الأحاديث الشريفة ما لم يقترن بالإخلاص لله تبارك وتعالى والعمل به، وكان الفقيد الراحل المرحوم آية الله الشيخ عباس المحفوظي يقول في بعض وصاياه (إن العلم بلا عمل لا ينتج الا شُريح القاضي، ولا نتيجة له سوى الضلال فاحذر).

ولذا أجهد المرحوم المحفوظي نفسه الشريفة في كلا المجالين: العلم حيث خاض غمار الفقه والأصول والتفسير والكلام والحكمة، وفي جهاد النفس وتحليتها بالفضائل والمعنويات السامية.

وقد حَظي منذ أوائل[1] شبابه بأساتيذ عظام، ففي قم المقدسة حضر أبحاث السيد البروجردي والسيد الخميني (رضوان الله تعالى عليهما) ثم هاجر سنة 1375هـ / 1956م إلى النجف الاشرف حيث مثوى سيد الموحدين وإمام المتقين علي بن أبي طالب (×) ومهبط ملائكة رب العالمين فنهل من معينها الصافي الفقاهة والقداسة من أساتيذها العظام وهم نخبة تلاميذه العصر الذهبي الذي ازدان بالشيخ النائيني والاصفهاني والعراقي (رضوان الله تعالى عليهم اجمعين) حتى عاد إلى وطنه.

ولم يشغله ذلك عن أداء وظيفته الرسالية في مقارعة نظام الشاه البائد وتوعية الأمة وهداية الناس، فسُجن وعُذب ونُفي، وكان حاضراً في المدرسة الفيضية عند هجوم عناصر السافاك عليها سنة 1383هـ / 1964م وإشعال فتيل الثورة الإسلامية في ايران بقيادة السيد الخميني (رضوان الله تعالى عليه) وأسفرت عن استشهاد أعداد كبيرة من المؤمنين الثائرين.

ومارس وظائفه الدينية وهو في منافيه المتعددة فأعطى دروساً في التفسير والتفَّ حوله الشباب.

وبعد انتصار الثورة الإسلامية تقلّد مناصب عديدة بأمر السيد الخميني (قدس سره) ومثلّه في عدة مواقع ومحافل مع استمراره على تدريس البحث الخارج في الفقه والأصول.

لازم المرحوم العارف الشيخ محمد تقي بهجت (رضوان الله عليه) مدة طويلة وكان يده اليمنى إبّان مرجعيته ويجيب على الاستفتاءات الموجّهة إليه.

إن رحيل هذا الفقيه المربّي إلى الملأ الأعلى يُذكّر الحوزات العلمية عامة وأفاضل طلبته خاصة بأن يُضاعفوا الجهد ويبذلوا كل ما بوسعهم لسدّ الفراغ والثلمة التي يُحدثها فقدان أوتاد الأرض، والله تعالى ولي التوفيق وهو الهادي إلى سواء السبيل.

محمد اليعقوبي _ النجف الاشرف

 



[1] - ولد رحمه الله تعالى في مدينة رودسر التابعة لمحافظة كيلان سنة 1347هـ / 1928م وتلقى الدراسة الاكاديمية حتى الأول المتوسط ثم التحق بالدراسة الدينية واستقر في حوزة قم المقدسة، توفي عام 1446هــ / 2024 م.