تعبئة القواعد المؤمنة بقضية الإمام المهدي (خطاب المرحلة (103) )

| |عدد القراءات : 1999
  • Post on Facebook
  • Share on WhatsApp
  • Share on Telegram
  • Twitter
  • Tumblr
  • Share on Pinterest
  • Share on Instagram
  • pdf
  • نسخة للطباعة
  • save

خطاب المرحلة (103) :

 

 تعبئة القواعد المؤمنة بقضية الإمام المهدي (1)

 

ينبغي للقواعد المؤمنة بقضية الإمام المهدي والمتطلعة لظهوره الميمون وإقامة دولته المباركة أن يكون ذكر الإمام حاضراً في قلوبهم وعقولهم دائماً فاذا مرّت بالأمة ذكرى مفرحة كعيد الاضحى وعيد الغدير فأول من يهنأ  هو الإمام (عج) وإذا مرت ذكرى محزنة كعاشوراء ، فأول من يعزى هو الإمام (عج) وإذا قام بعمل فيه رضا وطاعة لله تبارك وتعالى كالصلاة والصوم و تلاوة القرآن والصدقة فأول من يفكر باهداء الثواب إليه هو الإمام(عج) ، وإذا تضرع لله تعالى بالدعاء والطلب فأول من يدعو له هو الإمام (عج) وهذا له مبرراته وثمراته:-

 

1. أن الامام (عج) أهم واعز إنسان لدينا وأحب مخلوق وهو أولى بنا من انفسنا ، قال تعالى [إِنَّمَا وَلِيُّكُمْ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا] والمؤمنون هم أهل البيت النبي (ص) .

 

2. أننا مغمورون بلطف الإمام (عج) وهو الذي يتولى رعايتنا وحمايتنا والدعاء لنا لجلب كل خير ودفع كل شر ولو اطلعتم على خطط الاعداء وسعيهم المحموم لاستئصال هذه الفرقة المهدية لعجبتم من كيفية بقائها فضلا عن اتساعها وازدهارها وقد أخبر بذلك الامام نفسه(نحن وان كنا ناوين) (أي نائين بعيدين) بمكاننا النائي عن مساكن الظالمين، حسب الذي ارانا الله تعالى لنا من الصلاح ولشيعتنا المؤمنين في ذلك ما دامت دولة الدنيا للفاسقين ، فإنا نحيط علماً بانبائكم، ولا يعزب عنا شيء من أخباركم ، ومعرفتنا بالذل الذي اصابكم مذ جنح كثير منكم إلى ما كان السلف الصالح عنه شاسعاً ، ونبذوا العهد المأخوذ وراء ظهورهم كأنهم لا يعلمون ، إنا غير مهملين لمراعاتكم ، ولا ناسين لذكركم ، ولولا ذلك لنزل بكم اللأواء (أي الشدة وضيق المعيشة) واصطلمكم الاعداء (أي استأصلوكم) (2)

 

3. ان إيماننا بأن حركتنا وأعمالنا والمؤسسات التي نقيمها ونعمل على انجاحها هي جزء من المشروع الرسالي العظيم الذي يمهد لدولة العدل الالهي فان ذلك سيحفزنا ازيد وسيزيد من همة وحماس العاملين.

 

4. إن شعورنا بأن اعمالنا وتصرفاتها هي تحت نظر الإمام وان صحائف اعمالنا تعرض عليه عليه السلام مرة أو مرتين بحسب المروي كما اخبرت به الآية الشريفة (وَقُلْ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ ) ان ذلك سيجعلنا اكثر مراقبة لأنفسنا ومحاسبة لها وإن الالتفات إلى هذا المعنى سيقوّم حياتنا ويهذبها ويضبط مسيرتها في الاتجاه الصحيح.

 

 5. إن الارتباط الحقيقي والواعي بالامام سيعزز الالتفاف حول المرجعية الرشيدة لأن الإمام (عج) هو الذي أمر باتباع الفقهاء العدول وجعل الراد عليهم كالراد على المعصومين وهو كالراد على الله تبارك وتعالى لأن المجتهدين العدول هم نواب الامام بالنيابة العامة لا النيابة الخاصة بتعيين الإمام (عج) لان كل من ادعاها بعد السفراء الاربعة فهو كذاب.

 

ومن أجل تعبئة القواعد المؤمنة بقضية الامام المهدي(عج) لهذا الهدف المبارك عليهم أن ينظموا أنفسهم في تجمعات وكيانات تغطي النشاطات المختلفة في مواجهة التحديات العديدة فقد يرى البعض أن يؤسس جمعية خيرية لمساعدة الايتام والارامل والمحتاجين وآخرون ينظمون مؤسسة اجتماعية لتشجيع الزواج وتذليل صعوباته والاصلاح بين المتخاصمين والمختلفين وآخرون ينشؤون مركزاً ثقافيا ينشر الخطابات والاصدارات الواعية ويقيم دورات تقوية للطلبة الأكاديميين خصوصا للصفوف المنتهية ويفتح دورات لتعليم الكومبيوتر والانترنيت وقد يرى البعض الذين يعيشون في مناطق يسخن فيها الارهاب والفساد والظلم ان يكوّنوا مجاميع مسلحة لدعم المجهود الحكومي في ردع هؤلاء المجرمين وتخليص الامة من هذا الداء المستشري وقد اوعزتُ لمكاتب حزب الفضيلة الاسلامي ان تعتبر كل هذه التشكيلات وحدات تنظيمية تابعة له وتتمتع بامتيازات  مجاميع الحزب من حيث الترشيح للمناصب العليا .

 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

(1) من حديث سماحة الشيخ مع وفد حاشد من ابناء مدينة الصدر في بغداد يوم السبت 13/ذي الحجة/1426

 

(2) الاحتجاج للطبرسي/2 ص 322 .