اذا اردت ان تعرف المنتصر فانظر الى كربلاء يوم زيارة الاربعين (خطاب المرحلة 109)

| |عدد القراءات : 12707
  • Post on Facebook
  • Share on WhatsApp
  • Share on Telegram
  • Twitter
  • Tumblr
  • Share on Pinterest
  • Share on Instagram
  • pdf
  • نسخة للطباعة
  • save

خطاب المرحلة 109

 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

اذا اردت ان تعرف المنتصر فانظر الى كربلاء يوم زيارة الاربعين

 

لما رجع الامام السجاد (ع) وأهل بيت النبوة الى مدينة جدهم (ص) بعد واقعة الطف قال أحدهم بدافع التشفي والشماتة والحقد والحسد أو مدفوعاً تحت التضليل والجهل قال للامام (ع) من الغالب؟! فقال الامام (ع) اذا ارتفع صوت الأذان فستعرف من هو الغالب! لأن الأمويين حاولوا بكل جهدهم طمس معالم الاسلام الحقيقي واستئصال قادته الحقييين وفي كلمات معاوية ويزيد ما يدل على ذلك فقد عبّر معاوية عن شعوره باليأس والإحباط وعدم نجاح سعيه الأكيد لإطفاء نور الله تبارك وتعالى حينما قال: لم يكتفِ ابن أبي كبشة –يعني محمداً صلى الله عليه وآله وسلم- حتى قَرنَ اسمه باسم الله (يعني في الأذان) ويصرّ بأن غليله لا يشفى إلا بدفن هذا الصوت فالامام يقول ان المنتصر الحقيقي هو الامام الحسين (ع) الذي حفظ بدمه الزكي وجود الاسلام وثبّت مساره الصحيح وأفشل مخططات الأمويين في إنهائه وإطفاء نوره.

 

هكذا يجب ان نقيّم الحركات والمشاريع والافراد في ضوء الاهداف التي تحركوا من أجلها فلو كان الامام الحسين (ع) كقادة الانقلابات العسكرية خرج لقلب نظام الحكم وتولي السلطة فإنه يمكن ان يقال انه (ع) فشل في حركته لكنه عليه السلام أعلن وهو ما يزال في مكة أنه سيقتل هو وأهل بيته وتسبى نساؤه (كأني بأوصالي تقطّعها عسلان الفلوات بين النواويس وكربلا) وإنما خرج عليه السلام لطلب الاصلاح في أمة جده محمد (ص) وليأمر بالمعروف وينهى عن المنكر وقد تحقق ذلك وها هي الامة تعيش منذ أربعة عشر قرناً والى قيام القائم بركات حركته الشريفة.

 

ولمزيد من الإيضاح نقول لو أن طالباً من الأوائل دخل الامتحان فحصل على درجة (70) أو (80) بالمئة فإنه يعتبر نفسه قد فشل في الامتحان لأن هدفه كان قريباً من المئة فرغم أن درجته ناجحة إلا أنه يعتبر نفسه فاشلاً لعدم تحقق هدف حركته.

 

وكذا الفريق الرياضي الذي تعوّد الفوز في البطولة التي يشارك فيها فلو حاز المركز الثالث او الرابع فانه يعتبر نفسه فاشلاً رغم ان مثل هذا المركز غاية مطمح غيره.

 

وبهذا المعيار نجيب من يسأل: هل نجح المشروع الامريكي في مسخ هوية الامة وتذويب شخصيتها؟

 

وهل نجح الارهابيون في إرعاب الشعب وإخافته ومنعه من إظهار ولائه لأهل بيت النبوة؟

 

وهل استطاعوا إبعاد الشباب عن دينهم وفصل العروة الوثقى بينهم وبين أئمتهم وقادتهم ومرجعيتهم؟

 

نجيب هؤلاء: انظروا الى كربلاء يوم الاربعين وزحف الملايين التي زادت عن الثلاثة مشياً على الأقدام وقطع بعضهم مئات الكيلومترات رغم المخاطر المحدقة لتعرفو فشل الارهابيين.

 

وانظروا كيف أن أغلبهم من الشباب لتعرفوا فشل مشروع الغرب الإفسادي.

 

ولاحظوا التعبئة العامة التي أعلنتها الامة لإنجاح هذه الشعيرة المقدسة وتقديم الخدمات وأسباب الراحة لهذه الملايين في كربلاء وعلى طول الطريق المؤدية اليها لتعرفوا شدة تمسك الأمة بالإسلام وولاية أهل البيت (ع).

 

وإذا سالوا هل نجح مشروع إفساد طلبة الجامعات والمعاهد وتمييعهم وصرفهم من أهدافهم الحقيقية الى مظاهر الحياة التافهة الدنيئة فنقول لهم انظروا الى الموكب المهيب لطلبة الجامعات والمعاهد العراقية الذي ضمّ الآلاف منهم وسار عدة كيلومترات ليجدد انتماءه الواعي الى مدرسة أهل البيت (ع).

 

وكان المفروض من السياسيين أن يفهموا الرسالة التي وجّهتها هذه الملايين فلا الائتلاف الذي يمثلهم تحدّث بقوة هذه القاعدة الواسعة الثائرة الغاضبة واستثمر هذه الحركة المباركة ولا الآخرون توقفوا عن تماديهم وظلمهم ولكن النصر يبقى بإذن الله تعالى حليف هذه الأمة المتمسكة بحبل الله المتين وسراطه المستقيم.