إشكالية الكيانات السياسية

| |عدد القراءات : 1564
  • Post on Facebook
  • Share on WhatsApp
  • Share on Telegram
  • Twitter
  • Tumblr
  • Share on Pinterest
  • Share on Instagram
  • pdf
  • نسخة للطباعة
  • save

إشكالية الكيانات السياسية

 

الجمعة 25/ج2 : استقبل سماحة الشيخ اليعقوبي الاخوات المشاركات في الدورة التأهيلية للعمل السياسي التي نظمها المكتب السياسي النسوي التابع لحزب الفضيلة الاسلامي في مدينة النجف الأشرف واستمر ثلاثة ايام واحتضنت الدورة حوالي ثلاثين امرأة يمثلن المحافظات العراقية والقت فيه عدد من المختصصات في العلوم السياسية محاضرات متنوعة وقدمت الدكتورة مسؤولة المكتب السياسي النسوي خلاصات للمحاضرات وبعض التوصيات التي تمخّض عنها هذا اللقاء وتحدثت احدى المحاضرات عن الفقرات التي تخص المرأة في الدستور وضرورة ان يكون للمرأة الاسلامية مشاركتها الفاعلة في تثبيت ما ينسجم مع عقيدة الامة و اخلاقها و تقاليدها حيث لا زال الدستور عرضه للتغيير وسن قوانينه الكبيرة التفصيلية .

 

وابدى سماحة الشيخ اليعقوبي تعليقاته وتوجيهاته على مجمل الأمور ثم تحدث عن الاشكالية الكبيرة التي تتعرض لها الكيانات الاسلامية حيث تصدت للسلطة من دون ان تقدم فرقا واضحا في الاداء عن غير الاسلاميين فلا الوزارات التي تسلموها طهرت من الفساد ولا قدمت وزاراتهم خدمات افضل من غيرها ولا عرضت برامج وخططا فيها مسحه مميزة لهم عن غيرهم ولا شهدت وزاراتهم ازدهارا للبلد في اختصاصاتها ، بل على العكس كان اشد الفئات تضررا باداء الحكومة هم من انتخبوها وضحوا من اجل ايصالها الى السلطة .

 

لقد غابت الرسالية في اداء المتصدين وذهبت ادراج الرياح الاهداف التي تحرك المخلصون من اجلها وسادت بدلا عنها الأنانيات والمصالح الشخصية . ويبدو ان الاسلاميين مشمولون بالحديث الشريف ( ان دولتنا آخر الدول ولا يبقى اهل بيت لهم دولة الا ملكوا قبلنا لئلا يقولوا اذا رأوا سيرتنا : اذا ملكنا سرنا بمثل سيرة هؤلاء وهو قوله تعالى ( والعاقبة للمتقين ) والحديث يشعر بفشل كل تلك التجارب وعجزها عن تقديم النظام الصالح.

 

ولكن في مقابل ذلك توجد ثلة صالحة تعمل في السر او العلن في السلطة او خارجها على التمهيد لدولة العدل الالهي وانتنّ بالاخلاص وتهذيب النفس والهمة في العمل يمكن ان تكونَنَّ منهم.

 

وحذّر سماحته من الوقوع في فخ الاستفزازات خصوصاً في مجال المرأة حيث يقوم الاسلاميون بتغيير مناهجهم وتقديم ( تنازلات ) ليوحوا للغرب اننا منفتحون و متحضرون ونحوها من العناوين البرّاقة التي يراد منها تمييع الشخصية الاسلامية وافراغها من محتواها وخصوصياتها وقد حذَّرَنا الله تبارك وتعالى بقوله (وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءهُم بَعْدَ الَّذِي جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللّهِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ نَصِيرٍ) البقرة 120

 

على مؤسساتنا ان تضع الخطط الاستراتيجية لعملها وان لا تقتصر على القرارات الارتجالية وردود الافعال فان ذلك لا ينضّج مشروعا اصلاحيا تغييرياً وهو ما تنتظره الامة من الكيانات الاسلامية.